أنت تجمعي! تهمة عار صارت تلتصق بكل من كانت له علاقة من قريب أو من بعيد بالتجمع الدستوري الديمقراطي وصارت تنطلق على كل الألسن لنعت كل من يخالف الرأي العام في محاولة للجم الأخر وإسقاط المشروعية عن كلامه وعن أفكاره .وتقوم الدنيا ولا تقعد على إنسان عبر عن رأيه بكل حرية .انها حالة من الخبل السياسي المرافق بهستيريا إنتقام أهوج يفرض غلق المنافذ وسد الأذان أمام كل من يعبر عن رأيٍ يخالف هوى في نفوس الناس .ا
انها دكتاتورية جديدة ! بطابع ثوري تتهم المخالفين كلهم بمعادات الثورة وخيانة دماء الشهداء تمهيداً لإهدار دمائهم سياسياً وحتى فعلياً .هل هذه ثورة الكرامة والحريات والديمقراطية !هل مآلنا الإنتقال من دكتاتورية الإستقلال إلى دكتاتورية التحول إلى دكتاتورية الثورة ؟تعالت أصوات تطالب بإبعاد التجمعين عن ممارسة العمل السياسي .نحن طبعاً لا نتحدث عن الذين أجرموا ولكن عن المنتسبين الأخرين .ولعل نشوة النصر الذي حققته الثورة وسنوات القمع السياسي والفكري الذي رزح تحته الشعب التونسي ساهمت مجتمعةً في تغذية الرغبة في الإنتقام والثأر من التجمع البائد بحكم قضائي وملاحقة كل إنسان إنتسب إليه مهما كان .ويعدد كثيرون العديد من الحجج لتبرير هذا الموقف .فيقولون "انهم إحتكروا العمل السياسي 23 سنة صفقوا للطاغية وشرعوا اعماله وطبلوا وزمروا له وألفوا له الأناشيد والألحان .وبإسم انقلابه ديست كرامات ونهبت ارزاق واغتصبت أسماء الشوارع والساحات وتلونت تونس الخضراء ببنفسجي مقيت. طوال هذه السنين لم يكن هؤلاء الأشخاص إلا شهود زور تحالفوا مع الشيطان .فكانوا كهنة الصنم ! فشلوا في تحقيق التنمية وفشلوا في الإصلاح وكانوا وحدهم على الساحة مدة تكفي لتحويل تونس إلى دولة متقدمة .والأن وبعد الثورة يطالبون بمكاسبها من حرية وديمقراطية ! لقد كانوا بالأمس القريب يسبون الثوار ويلعنونهم ويتمنون لو تنخسف الأرض من تحت أرجلهم .والأن يعودون للعمل السياسي بكل وقاحة :حقا إن لم تستحي فافعل ماشئت !!!"ا
هذا غيض من فيض ما قيل ويقال .وقد جانبت مقالي سيول الشتائم التي كانت تكال للجميع!ا
من أنتم ؟نعم من أنتم ؟سأضرب مثلاً لمن هو خير منكم وأشر من التجمعيين وأنظروا الفرق .دخل النبي مكة فاتحاً منتصراً ووقف خطيباً في كفار قريش وهم يظنون أن السيف لا يرفع عن رقابهم .وقال لهم جملته الشهيرة "اذهبوا فأنتم الطلقاء "هل ستصلون في الشرف والعفة ونصرة المظلوم والأخلاق الكرامة إلى مرتبة الرسول ؟ وهل سيصل التجمعيون مهما إستفحل شرهم إلى مرتبة كفار قريش الذين ذبحوا المؤمين وآذوا النبي وحاربوه وقتلوا أهله وجوعوهم وحرقوهم ؟ ستقولون مالنا والنبي فهو بشر معصوم .لنأخذ صلاح الدين الأيوبي الذي رحم الصليبيين وأجلاهم عن بيت المقدس بأموالهم وكنوزهم فهزمهم عسكرياً واخلاقياً فنال المجد والعظمة في قلوبنا وقلوب أعدائه ،و باء الصليبيون بالخزي والعار .لقد كان له ألحق في ابادتهم كلهم !كيف لا وهم الذين ذبحوا أهل القدس عن بكرة أبيهم وقتلوا 70 ألفاً في ساحات المسجد الأقصى قبل أن يحوله إلى زريبة للخنازير .وهجموا قوافل الحجاج ونهبوا وسرقوا وبث الفتن !فهل تصلون في الشرف إلى مرتبة الأيوبي ؟ وهل يصل التجمعيون إلى مرتبة الصليبيين ؟ انها عدالة المنتصر أيها التونسيون !! عدالة من أكرمه الله بالنصر فسعى إلى إقامة العدل بمحاسبة الظالمين والعفو عند المقدرة وتجنب تجريم الناس وحرمانهم من ممارست حقهم السياسي.إن الذي أحس بلظلم هو الأقدر على فهم معناه فكيف يظلم ؟ هل سنصبح كالاسرائليين الذين بذريعة أنهم حرقوا على يد النازية قتلوا الفلسطينيين واستحلوا دماءهم وارضهم وهجروهم في مشارق الأرض ومغاربها!هل صارت الثورة لعنة على فئة أم رحمة للجميع !يعلمنا التاريخ أنه لا يكتبه إلا المنتصرون .فماذا ستكتبون ؟:قمنا بالثورة ثم قمعنا من يخالفنا والمهزومين كلهم ثم قمعنا بعضنا لنتقاسم غنيمة سياسية !لا أنكر أني وقعت في خطيئة ألسب والشتم .ولكن العودة على الذات تبين أن العقول تتحاور وأن الألسن تتجادل :هذه سياسة ،هذا فكر !ولكن يبدوا أن كثيراً من التونسيين يستلهمون من تجاربهم مع كرة القدم ليسقطوها على السياسة في حالة من العتة وجنون تجريم الأخر وتتفيه رأيه !ا
يعلمنا التاريخ أيضاً من ثورات كثورة الفرنسية .وسأقتبس ما قاله منصف المرزوقي في مقالٍ نشرته الجزيرة " بغضّ النظر عن القوى الهدامة التي تحركها الثورة المضادة، فإن هناك في الثورة نفسها قوى جبارة تدفع إلى الفوضى والعنف وعدم الاستقرار. فلا بدّ بالنسبة للثوريين من مجابهة الأعداء بالمقاصل والمشانق والسجون، وآنذاك تعود الآلة الجهنمية للقمع السياسي إلى العمل مع كل مضاعفاتها الكلاسيكية، ومن أولها الالتفاف على الثوريين أنفسهم.
عرفت الثورة الفرنسية فترة الرعب التي شهدت فيها قطع آلاف الرؤوس، ثم انتهت بقطع رؤوس القاطعين ومن أشهرهم روبسبيار ودانتون.. إنها لعنة القطة التي تأكل أطفالها. ثمة أيضا تفجر المطالب الاجتماعية والسياسية المعلقة تحت الاستبداد، وهي مطالب يستحيل على أي نظام سياسي تلبيتها.. كل هذا في ظروف تفجّر المطامح الشخصية والجهوية والحزبية -المشروعة منها وغير المشروعة- والصراعات الشريفة وغير الشريفة على السلطة"ا
هل هذا حقاً ما نريد ؟ هل هذا حقاً ما نطمح له ؟ ألا يدرك كثيرون أن بقايا التجمع سيكون مصيرها كحزب شاوشيسكو في رومانيا الذي خاض الإنتخابات تلو الأخرى حتى ذاب وإضمحل ولم يعد له وجود !لماذا كل هذا الخوف من بقايا التجمع ؟ ألا نعرفهم ؟ألا نقدر على مواجهتهم ؟فلماذا لإقصاء ؟ألا تدركون أن النبي لو قام بقطع رؤوس الكفار لخسر الإسلام مجاهداً فذا هو عكرمة إبن أبي جهل الذي حرب المرتدين وقاتل في اليرموك حتى لم يعد في جسده موضع إلا فيه جرح فإستشهد مقبلاً غير مدبر ؟ألم يكن أبوه أبا جهل أشرس أعداء النبي ؟ ألم يحاول عكرمة نفسه قتل الرسول ليلة الهجرة ؟متى سنتعلم من تاريخنا المجيد شيئا يفيد ؟ألا نتعلم إلا "ضرب الرقاب " وتشريد الناس التنكيل بهم وما قاله الحجاج "ألا يا أهل العراق ومعدن الشقاق والنفاق ومساوئ الأخلاق ..لألحونكم لحو العصا ولأضربنكم ضرب غرائب الإبل "؟
إن هذه الثورة المباركة كما قلبت نظام الحكم علها أيضاً أن تغير العقليات المريضة الهدامة الساعية إلى سحق الأخر وشتمه .ا
أن الأوان لهذه الأمة العربية أن تنهض بعقولها وأمجادها وسماحة خلقها وتسامحها وترفعها على الإنتقام والحقد والتزامها بالعدل أساساً للعمران !ا
من أخطئ يحاسب !ومن لم يخطئ "فقل لهم قولاً معروفا": تلك عدالة المنتصر!ا
هيثم عبد المولى
BRAVO!
ردحذفلا فضّ فوك. أردناها ثورة على النّفوس قبل أن تكون على الطّواغيت وثورة العدالة لا الإنتقام.
ردحذفtihak tla3t "fakroun wakahou" weni fibeli "motatarrif
ردحذفصدق من قال: خوذ العلم من روس الفكارن. السيد "ترتو نينجا" موش حاب يبطل الدمغجة و المغالطة تاعه. بالرغم إلي في وقت الثورة الفرنسية -الملهم الأساسي لاد...بيات السيد الفكرون- كانت فما مقولة شهيرة تتقال:" اخنق آخر ملك بأمعاء آخر قسيس"، لا أحد نادى بنصب المشانق و إقامة محاكم التفتيش للتجمعيين. لا من قال تحطوهم تحت حيط و نتيرو عليهم بالبيريتا و إلا الكلاشنكوف. هذا منطق مرفوض و لا يقبله أي عاقل. قبل الخوض في مضمون المقال خلينا نعرفو مفهوم "تجمعيين". قد يكون صحيح إلي فما ٢ ملايين منخرط في التجمع حسب التقريب لكن نعرفو الكل إلي ٩٠% من هؤلاء "منخرطي البطاقة" يعني ارغموا على هذا الإنخراط و ساعات تجيك البطاقة من غير ما تطلبها. حين نتحدث عن التجمع نتحدث عن منظريه (البكوش، شعبان، منصر، مظفر، عبد الله، قلال، بن ضياء، غرياني...) وقياداته (أعضاء الديوان السياسي) و كوادره (اللجنة المركزية، لجان التنسيق) و قواعده الناشطة (الجامعات و الشعب المهنية) بالإضافة إلى ميليشيات التجمع التي يقع الاستعانة بها وقت التعبئة (الزيارات الميدانية للرئيس و حرمه أو زيارة الوزراء أو أثناء ٧ نوفمبر ...). هذا من ناحية التعريف. هذه من ناحية العدد كي تحسب هاذم تو تلقا عددهم محصور. باش ما يقولوناش "تونس كاملة تجمع". تو نجو لمضمون المقال. "التجمعيين" (حسب التعريف إلي قدمته) كلهم أجرموا بحق بلادنا لعزيزة و إن بدرجات متفاوتة. و أنا نشوف إلي وين نصعدو في سلم المسؤليات لازم يكون العقاب أشد. عقاب طبقاً للقانون طبعاً. علاش موشو كما صباب ماء على اليدين (واحد شعبيست) كما منظر سطر سياسات إقصاء سياسية و أمنية و كان سبب في مصائب قطاع كبير من أبناء تونس. هذا من جانب، من جانب أخر عجبني سي الفكرون و هو يلعب في دور القذافي و يتسائل او كابس روحه و يقول و يعاود "من أنتم؟". و الله شي يضحك. يا خويا حنا شباب و كهول، رجال و نساء، سياسيين و غير مسيسي تونس. تكوينا بنار التجمع و إلا "التغول" و جمر الأجهزة الأمنية و إلا "السيكوريتات" تع بن علي. و مشينا ناوين باش نخلو عقارب الساعة تعود بنا لتاريخ ٧ نوفمبر ١٩٨٧. لسائل أن يسأل شكون وكلكم باش تحكوا بإسم " شباب و كهول، رجال و نساء، سياسيين و غير مسيسي تونس"؟؟ الجواب بسيط. نحن لا ندعي التحدث بإسم كامل الشعب، لكن للميدان و للواقع حقائقه. لوح لوحة مفاتيح الحاسوب و امشي أعمل دورة في تونس العميقة، تونس أولاد الربط، الملاسين، سيدي بوزيد، الرقاب، منزل بوزيان، المزونة، تالة، الرديف، القطار، الحامة، باجة... أو أسمع الناس و بعد هيا نظر. نقطة أخرى، الأمثلة إلي "فوحت" بيهم ما ينتبقوش على المشهد التونسي. أولاً، مشينا في صراع عقائدي تع كفر و إيمان باش تذكرلي فتح مكة. صراع الرسول صلى الله عليه و سلم (إلي حتى باش تصلي عليه ما صليتش) كان صراع بين توحيد للخالق عز و جل و شرك بالله. بالنسبة لمثال الناصر صلاح الدين، صحيح أنه لم يبد الصليبيين لكنه طردهم من ديار بيت المقدس و هذا اش نحبو حنا. لا من قال نذبحو التجمعيين لكن مجرد محاسبتهم و طرد "المسامير المصددة" من الحياة السياسية و للتجمعيين الذين لم يدانوا بأي جرم أن يفتحوا "متجراً" جديداً
ردحذفمن المعروف على التونسي أنه متسامح و طيب و ودود
ردحذفو هذا ليس بغريب على أي تونسي
لكن
التجمع الدستوري الديمقراطي كان منذ الثورة و أثناء الثورة و بعد الثورة يحاول بكل جهوده و امواله و عصاباته و أفكاره أن يجهض ثورة تونس
و الدلائل كثيرة و المقبوض عليهم أكبر دليل
لو توقف التجمع على ممارساته العفنة
و أساليبه القذرة ،، ما آل فكر التونسي إلى
هذا المآل ،،
لو كانت مسودة المصالحة بين التجمع و المجتمع التونسي نظيفة و حسنة النية ما كان للتونسي أن يدخر كرها لهذا الفيروس الحزبي
هم يجنون ما فعلوه سواء قبل أو بعد الثورة
و إن تجاوزنا على أفعالهم قبل الثورة فالمصيبة أنهم
ما زالوا حتى بعد الثورة يستخدمون نفس الأسلوب
و نفس المناهج المعادية لإستقرار تونس الحرية
كل هذا كلام حق يراد به باطل... لا أحد طالب بقتل التجمعيين أو تعذيبهم، والشعب لو أراد قادر على سحلهم في الشوارع. وهذا لم يقع ولن يقع! التاريخ يقولوها بوضوح: ليس هناك تجارب انتقال ديمقراطي ناجحة إن لم تعمد لإقصاء قوى الديكتاتورية والفساد التي سبقته. عدم فهم ذلك يعني إما سذاجة أو تواطىء وكلاهما عار على صاحبه. ومثال رومانيا خاطىء لأن حزب تشاوشيسكو عاد للحكم بعد الثورة بأربع سنوات. أقولها وبوضوح: التجمعيون لهم أموال كثيرة (بالمناسبة أين أموال التجمع ولم لم يعلن عن قيمتها لحد الآن؟) ولهم دوائر وأجهزة وتشكيلات في كل مكان، في الإدارة و"الأمن" والشعب وبدون إقصائهم تماما من أي نشاط سياسي لمدة عقد على الأقل وتفكيك كل الروابط التي تجمعهم ومحاسبة كل من تقلد فيهم منصبا حزبيا أو إداريا أو سياسيا لن يكون في البلاد أية ديمقراطية. وأذكر أنني ضد استعمال العنف ضد هؤلاء وضد ظلمهم ولكنني لا أرى بدا من المحاسبة الصارمة والشديدة حتى يكونوا عبرة لمن يعتبر. لا يمكن الحديث عن "عدالة المنتصر" وهؤلاء لا يزالون يملكون من وسائل التخريب والالتفاف والاضرار بالبلاد الكثيرة ولعل بعضها المال والإعلام و"الإرهاب (الداخلية)" والتشكيلات الحزبية على الأرض. نقطة إلى السطر.
ردحذفانصحك بالابتعاد عن حبوب الهلوسة الشعب التونسي غيب عن السياسة منذ الاستقلال وبورقيبة كان يقول عن المعارضة جراثيم انتم اقصيتم كل الاخرين لاكثر من 50 سنة تذوقو طعم الاقصاء فقط لمدة 10 سنوات
ردحذف