أنا أنبّر، إذن أنا تونسي
يعتقد البعض أن الديڤاجومانيا (أو الإفراط في إدانة المسؤولين و مناداتهم بالرحيل) هي وليدة الثورة. وهذا غالط، فالديڤاجومانيا كانت مغروسة في طباع التونسيين منذ قرون. و زادا، برشا عباد ما يعرفوش أصل كلمة تنبير، وهي خصْلة (رذيلة) يتمتع بها التونسي بصفة إستثنائية. ا
ما ننكرش فضل الديڤاجومانيا في المناضلة ضد الإستعمار الفرنسي و طرد بن علي من الحكم، ولكنّها تبقى سلاح ذو حدين كيفها كيف السكّينة، إتنجم تستفاد منها باش تقصّ حاجات ما تنجّمش تقصّهم بيديك، و تنجّم تضرّك و تضرّ غيرك كان تستعملها في أمور إجرامية لا داعي لذكرها, أنا نعرف وإنتي تعرف. وهاو باش نعطيكم كمثال في عهد بن علي كيفاش التونسي كان يمارس الديڤاجومانيا. ا
الكلنا نعرفو إلّي بن علي من أهمّ الوسائل إلّي إستعملها وصرف علاها فلوس (الأرباح المعنوية و المادية يرجعولوا ليه هو بالطبيعة في الآخر) باش يلهّي الشعب و يخلّيه بعيد على السياسة هي الكورة. خلّى التونسي يعيّط و يناقش وينبّر كان في الكورة. وكان زادا كلّ تونسي يفتخر أنّو ينجّم يديڤاجي كورة من الڤول للڤول و من السونتر ومن الجناحين وينجّم حتّى يديڤاجي كورة بيديه. و الأهمّ من ذلك، كان التونسي ينجّم في شهر، يديڤاجي أربعة ولّا خمسة مدرّبي جمعيّات خاطر جابوا ماتش خسارة ولّا تعادل في أوّل مباراة ليهم في الجمعية. ا
نجي لحكاية التنبير. التونسي كان معروف بنقدو البنّاء للأمور وتنجموا تقراو كتابات إبن أبي ضياف وإبن خلدون وأبو القاسم الشابي وحتّى حكايات العروي و الكثير من المفكرين التونسيين القدماء الله يذكرهم بالخير، وهاذا باش تتأكّدوا بأنفسكم. ولكن جات الدكتاتوريات أهمّها وأشرسها دكتاتورية بن علي إلّي قمع التونسي في جميع الميادين ما عدا الكورة إلّي ستعملها لتهميش فكر التونسي والقضاء على النقد البنّاء (فضيلة) وتحويلو إلى تنبير فارغ (رذيلة) و هو نقد عشوائي مخرّب ولا تنجرّ عنه حلول إصلاحيّة. ا
اليوم بعد الثورة، تنحّات الديكتاتورية والحمد لله، ولكن الأمور لم تتحسّن بعد، يقول القايل علاش ؟ على خاطر يا سيدي التونسي قعد هو هو ! ديڤاجومانياك ونبّار وزيد بما أنّو ما عادش فما قيود مكبّلتّو، زاد شخّرها وحط سنكيام وإنده بكل حزم. أغلبية الشعب في نهار وليلة كانوا ينبّروا في الكورة ويديڤجيو في المدربين ولّاو ينبّروا في السياسة و يديڤاجيو في المسؤولين و الوزراء إلّي أصلا مكثرهم ما عرفوا شمعناها وزير إلّا في الأيام القليلة الفارطة. قبل الثورة، راس الهمّ كان التحكيم و بعد الثورة راس الهم ولّا الحاكم و الحكومة و التنبير قعد هو هو. والمحزن أنّو الكورة التونسية لعباد الكل عارفينها ماشية للهاوية بالعقلية متاعنا، وما خذيناش العبرة منها، وإنحبّوا بنفس الطريقة نرميوا بالسياسة في الهاوية، وإذا السياسة مشات للهاوية، البلاد الكل تمشي للهاوية. ا
و الخطير في الأمر، إنّو فمّا أطراف وعباد واعية بالشيئ هذا، و قاعدة تستغلّ في نقطة الضعف هاذي باش تخدم مصالحها الشخصيّة والله أعلم عاد شنوّا نواياها وشنوّا مشاريعها السياسية. وقولولي لا، كان غالط في حديثي. الأطراف هاذي موش عاجبها شيئ و قاعدة تزرع في العداوة بين الشعب و الحكومة إلّي هي لازمها تكون علاقة وطيدة، تدير الحكومة شؤون الدولة و تلبّي مطالب الشعب على المدى القريب و المتوسّط و البعيد، و ينقد الشعب و يراقب أعمال الحكومة كلّ من موقعه دون مبالغة ودون تعجيز. ا
كيفاش نحميوا رواحنا ؟ نـثــقّــفـوا رواحنا في السياسة وما نحكيوش في حاجة ماناش فاهمينها شنيّة، وكي فولان يقلّك على حاجة ما كنتش تعرفها قبل وإلا عندك علاها معلومات سطحية، ماذا بيك دزيد تسأل علاها العديد من الأطراف عملا بالمقولة رأيين خير من رأي (أصدقاء، أفراد العائلة، مربّين و حتى على الأنترنات إتنجم تلقى معلومات مع الفرز و التثـبّت بالطبيعة خاطر موش المعلومات الكل صحيحة). و زادا إنحاولوا نقضيوا على التنبير و نتعلّموا كيفاش ننقدوا بطريقة بنّاءة و إصلاحيّة و ما نكونوش ضد كل شيء و مع كل شيء بدون دراية وبدون مبررات. و أخيرا وليس آخرا، نردّوا بالنا شكون نتبّعوا ومن عند شكون ناخذوا المعلومة و كيف ما يقولوها، نبداو فايقينيلها. مثال حديث، هالإضرابات على العمل وراهم من أكبر العملاء إلى بن علي و من أكبر السرّاق إلي هو عبد السلام جراد, أمين عام الإتحاد العام التونسي للشغل. ناقفوا وقفة صغيرة نسألوا فيها رواحنا قبل ما نتبّعوه ونضربوا على العمل : زعمة هالكلب الذئب تحوّل بين ليلة و ضحاها إلى حمل وديع ؟ وإلّا عرف روحو مزمّرة عليه و الحكومة الجديدة باش تحاكمو وتفرشلو وراقو، إذن لازمو يحاول يطيّحها ويعاون دكتاتور جديد يحميه ويخدملو مصالحه ؟ زعمة موش قاعد يستغل فينا وما يهموش في إقتصاد البلاد و خزينة الدولة ؟
إنشاء الله تونسنا بخير على كل حال، عندي ثقة في شعبنا إلّي فيسع ما يفهم ويفيق بالصحيح مالغالط، وعندي أمل كبير في إنّو الأمور تتحسّن (هي الكورة و بدات تتحسّن، المنتخب تقول برشلونة تكوّر في الشان هههه) و أنّو الديموقراطية تتجذر في تونسنا العزيزة والسلام عليكم و رحمة الله و بركاته. ا
محمد علي حكيمة
28/02/2011
Bonjour,
ردحذفavez vous un compte skype SVP ?
أزال المؤلف هذا التعليق.
ردحذف